التاريخ : 2024-09-23
هل خطأ مدرب الوحدات أمام الفيصلي يستوجب رحيله؟
تعرض رأفت علي المدير الفني للوحدات على امتداد اليومين الماضيين، لانتقادات لاذعة من جماهير الفريق، بعد التعادل الايجابي مع الغريم التقليدي الفيصلي 1-1 في الجولة الخامسة لبطولة دوري المحترفين الأردني.
وجاءت هذه الانتقادات التي وصلت إلى درجة المطالبة برحيله، قبل أيام قليلة من موعد مواجهة الشارقة الإماراتي والمقررة يوم الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل في ثاني جولاته في دوري أبطال آسيا 2.
وأصبح رأفت علي تحت ضغوط نفسية كبيرة، فهو تعرض للانتقادات قبل ذلك لوضعه بهاء فيصل على الدكة، وقبلها لخلافه مع اللاعب محمد أبو رزق "بوغبا"، والذي تمت إعارته في النهاية لفريق السلط، ليترك انطباعًا سيئًا لدى الجماهير.
تجديد الثقة ببيكاسو
قررت إدارة نادي الوحدات قبل بداية الموسم الحالي تجديد عقد المدرب رأفت علي لموسم إضافي، بعد أن كان تولى المهمة في منتصف الموسم الماضي، كمحاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه آنذاك، جراء انتكاسات عصفت بفريق كرة القدم على مستوى النتائج والأداء.
وتوج رأفت علي جهوده في إحراز لقب كأس الأردن، بعد الفوز في المباراة النهائية على الحسين إربد "بطل الدوري" بنتيجة 2-1، ليؤهل الفوز بالبطولة فريق الوحدات للمشاركة في دوري أبطال آسيا 2.
وقاد رأفت علي فريق الوحدات في 4 مباريات ببطولة الدوري، حيث فاز الفريق في مباراتين على الصريح 4-1 ومعان 2-1، وتعادل مع مغير السرحان والفيصلي 1-1.
وتأتي انتقادات جماهير الوحدات على اعتبار أنها لم تقتنع حتى الآن بمستوى الفريق فنيًّا، فضلًا عن استنزافه لـ4 نقاط من تعادلين، والتعادلان تحققا بما يسمى بـ"شوط المدربين"، حيث تقدم الوحدات أمام مغير السرحان والفيصلي بهدف السبق، لكنه في النهاية خرج متعادلاً.
وفي بطولة الدرع، قاد رأفت علي الوحدات في مباراتين حتى الآن، ففاز على معان 3-1 وخسر أمام الحسين إربد 1-3. بينما في دوري أبطال آسيا 2، تغلب فريق الوحدات في أرضه وبين جماهيره على سباهان أصفهان الإيراني بنتيجة 2-1.
ووفقاً لما سبق، فإن رأفت علي قاد الوحدات مع بداية الموسم الحالي في 7 مباريات، فاز بـ 4، وتعادل في اثنتين، وخسر في واحدة. وسجل فريق الوحدات خلال المباريات الـسبع 14 هدفًا، واستقبلت شباكه 9 أهداف، مع الإشارة إلى أن ثمة خللًا دفاعيًّا واضحًا بالفريق، لم تتم معالجته خلال فترة الانتقالات الصيفية.
غضب من جماهير الوحدات بعد التعادل مع الفيصلي
وترى جماهير الوحدات أن رأفت علي أخطأ في قراءة المباراة الأخيرة أمام الفيصلي، ولم يتعامل معها بالشكل الصحيح، حيث تقدم فريقه بهدف السبق في الدقيقة 41، لكنه في الشوط الثاني قام بسحب اللاعب المزعج والأخطر على دفاع الفيصلي مهند سمرين في الدقيقة 57، وبعدها انكمش اللاعبون في المناطق الدفاعية وسلموا الملعب للمنافس، والذي نجح في الإمساك بزمام المباراة وواصل هجومه الهادر، ليتوِّجه بتسجيل التعادل في الدقيقة 78، ولو كان هناك المزيد من الوقت في المباراة لربما خرج الفيصلي فائزًا.
هذا الخطأ الذي كان بالإمكان تفاديه، لا يمكن أن يكون ذريعة لجماهير الوحدات للمطالبة برحيل رأفت علي، فعلم التدريب قائم على الاجتهاد، وتارة تنجح الخطة والأسلوب وتارة لا تنجح، لكن الخلاصة أن رأفت لم يخسر أمام الفيصلي وهذا شيء جيد، وكذلك فإن الأدوات المتاحة تبدو محدودة، وبخاصة في ظل الغياب الغامض للاعب صالح راتب عن قمة الكلاسيكو.
وتدرك جماهير الوحدات أن فريقها يعاني أصلاً من محدودية قدرات اللاعبين، فهم ليسوا من نجوم النخبة، وتحديدًا بعد رحيل أنس العوضات ومهند أبو طه ومحمد أبو زريق، لكنها تبدو محقة في انتقادها المرتبط بنوعية المحترفين الأجانب الذين استقطبهم الفريق، فلجنة التعاقدات التي شُكِّلت لهذا الغرض لم تكن موفقة.
وكان الأفضل لرأفت علي ألا يرضى بأي محترف أجنبي بمستوى متواضع، فالفريق يعاني من ضعف واضح في قدراته الهجومية والدفاعية، والمحترفون الأجانب لا يمثلون الحل إلا إذا كانوا على مستوى جيد.
الإخفاق بملف المحترفين.. مسؤولية مشتركة
وفي ضوء ما سبق، يرى عدد من المتابعين أن جماهير الوحدات تبدو محقة في جانب انتقاداتها المستمرة للمحترفين الأجانب، وغير محقة في الجانب الآخر الخاص بطريقة تعامل المدرب مع مباراة الفيصلي.
وينبغي هنا الاتفاق على نقطة واحدة، وهي أن تشكيل الفريق منذ البداية كان خاطئًا وبحاجة لإعادة نظر، ويالتالي يُسجَّل على مجلس الإدارة ولجنة التعاقدات والمدرب رأفت علي أنهم تأخروا بمعالجة الإخفاق بإدارة ملف المحترفين، وكان يفضل التعامل معه بجدية ومسؤولية أكبر، لأنه يرفع أو يخفض من قدرات الفريق الطامح لاستعادة لقب الدوري، بعد أن غاب عن خزائنه في المواسم الثلاثة الماضية بصورة لم تعتدها جماهير "المارد الأخضر".
Winin
عدد المشاهدات : [ 4143 ]